القائمة الرئيسية

الصفحات

كيف تفشل العلاقات.. السوشيال ميديا ليست بريئة السوشيال ميدياالسوشيال ميديا

 

هناك مقطع قصير للبودكاست الشهير المعنون بـ "كيف تنجح العلاقات؟" مع المدرب في تطوير الذات وإدارة العلاقات ياسر الحزيمي، في محاولة ناضجة لتأطير مفهوم العلاقات الإنسانية التي تتزايد فرص فشلها مع الثورة التكنولوجية.


وترى خبيرة العلاقات الأسرية ومدربة الحياة، غادة مجركش، أن غياب الاحترام بين طرفي العلاقة، وعدم تقبّل الأخطاء، أو اعتبار الخطأ جريمة لا تغتفر، "عوامل تنبئ بانهيار العلاقات".


 وتعتقد مجركش أن "الاحترام يُبقي على الحب، فالحب دون الاحترام يتحول إلى مزيج من الإساءة والاستغلال والتملّك".


احترام الآخر ..يبدأ من احترام الذات 


تُعرّف مجركش الاحترام بأنه "معرفة حدودنا الشخصية مع أنفسنا ومع الآخرين، واحترام الخصوصية، وتقبل والرأي والاختلافات، دون التعدي". وتضيف في إشارتها للاحترام كمبدأ راسخ لبناء علاقة رصينة إلى أنه "دلالة على معرفة قيمة الذات".


 "تُعدّ المعرفة الذاتية لكوامن النفس، ورغباتها، وحاجاتها، وتقبل سلبياتها، وإدراك نقاط ضعفها، انطلاقة لبناء علاقة صحية" بحسب مجركش، فتقول: "ما إن بنى الإنسان تواصلاً مع الذات، يستطيع بناء علاقة مع الآخر، عدا عن ذلك العلاقة العاطفية تنبئ بالفشل".


وترى مجركش "أن المجتمع يعاني من قصور في فهم العلم الخام عن النفس البشرية، وعن علاقة العقل بالعاطفة والسلوك" والذي برأيها عليه تُبنى العلاقات وعدم الوعي فيه يتسبب في فشلها.


العلاقة.. تقوم على الحاجة 


وتضيف مجركش أن بناء العلاقة العاطفية قائم على الحاجات، التي تختلف من شخص إلى آخر، وعلى طرفي العلاقة معرفتها لخلق علاقة قويمة، وتقول:"غالباً لا نرى حاجات الطرف الثاني في العلاقة، وهذا سبب آخر في فشلها".


يقع عدم معرفة حاجات الطرف الآخر بحسب مجركش "لعدم قدرته على تأويلها، أو تغليفها بمشاعر ملتوية لا تعبر حقيقة عنها"، فتؤكد "علينا التعبير بطريقة معينة عن احتياجاتنا".

وترى مجركش أحد أكثر الأسباب أهمية في فشل العلاقات "العودة للماضي وأخطائه لإيجاد ثغرات نفسية ومعنوية لأحد الأطراف، بالتالي التبرير يولّد نوعاً من الابتزاز العاطفي لدى الطرف الآخر، بسبب شعوره الدائم باللوم".


كيف تفشل العلاقات ؟ 


بـ "عدم فهم المساحات الشخصية للطرف الآخر، والشعور بملكية الآخر"، توضع أساسات هشة في بناء علاقة عاطفية، بحسب مجركش.


وفي محاولة للتوسع حول الأسباب التي تنذر بفشل العلاقات، تشير إلى أن هذا المصطلح يكثر استخدامه إلا أنه أساسي في جعل أي علاقة تؤول للسقوط. وتقول:"التوقعات الغامضة أو المنخفضة أو حتى العالية من الطرف الآخر، ترسم سيناريوهات خيالية قد لا تتحقق، لذلك أي انحراف عنها يزعج أحدها".


"التركيز أكثر على السيطرة والسلطة، يفشل أي علاقة إنسانية"، إذ تشير مجركش إلى أن الأسرة مثلاً وتقسيم الأدوار بين الأم والأب هو من ينجح سيرها، معتبرة أن "ترتيب الأدوار بين الأطراف أساس في بناء قاعدة سليمة".


تقلُص مساحات الاهتمام بالطرف الآخر، واعتبار أن العاطفة روتين ممل ليس مهماً تقديمه، تعتبره مجركش إهانة في حق الطرف الآخر، وتضيف "يظن البعض أن الاهتمام فعل مُكرر، بالرغم من أنه لا يطلب".


وتستعرض أسباباً أخرى لفشل العلاقات منها "الانفعالات والانفجارات العاطفية غير المدروسة، والنقد المتكرر، والإصرار على النصح والإرشاد، وعدم تفهم المشاعر أو إنكارها، والتقليل منها بين أطراف العلاقة سلوكيات تدمّر العلاقات الإنسانية".


وتتابع "بناء ردات الفعل على العواطف، وليس على المتغيرات الموجودة على الأرض والواقع وعلى الأحداث الدائرة".


السوشال ميديا بحسب مجركش "كان لها تأثير على العلاقات غير المرنة، والتي لم تتقبل دخول المستجدات التكنولوجية عليها"، إذ تعتبر أن السوشال ميديا "عرّت هذا النوع من الهشاشة المجتمعية وأظهرتها للسطح".


وتقول: "على العلاقات الراسخة ذات الأساس الجيّد، أن تتعايش مع كل زمان ومكان، لذا علينا في دراسة السلوك البشري، أن نعيد صياغة قدراتنا وعلاقاتنا لتناسب الوقت الحالي".

author-img
صحفى يغطى الاخبار والاعلام

تعليقات

التنقل السريع