يأتي هذا فيما ذكرت قناة القاهرة الإخبارية أن حريقا شب في أحد مخازن المساعدات الإنسانية في الجانب الفلسطيني من رفح، جراء قصف استهدفه.
وبثت القناة لقطات مباشرة للنيران المشتعلة في المخازن، وقامت قوات الإطفاء المصرية بالمساعدة في إطفاء النيران وعبر بعضها إلى الجانب الفلسطيني.
ورفعت مصر التأهب أمام معبر رفح وكثفت من وجود سيارات الإسعاف تحسباً لنقل أي مصابين جراء الحريق.
كما نقلت القناة عن مراسلها داخل رفح أن الآليات العسكرية الإسرائيلية بدأت التحرك نحو شرق رفح بالفعل، في ظل استمرار قصف مدفعي إسرائيلي متواصل على المدينة.
حماس تحذر
اعتبرت حماس الاثنين أن تحضير إسرائيل لهجوم على مدينة رفح التي تضيق بنحو 1.2 مليون نسمة غالبيتهم من النازحين، يتجاهل الكارثة الإنسانية في القطاع ومصير الرهائن في غزة.
وقالت الحركة في بيان إن الخطوات التي تتخذها إسرائيل استعدادا للهجوم على رفح تشير إلى أنها تتم في ظل "التهرب من استحقاقات أي اتفاق ينهي العدوان، ودون اكتراث للكارثة الإنسانية المتواصلة في القطاع أو لمصير أسرى العدو في غزة".
وأعلن الجيش الإسرائيلي عن بدء عملية إجلاء "محدودة النطاق" على حد وصفه، سيتأثر بها نحو 100 ألف غزّي، بالنزوح من الجزء الشرقي في مدينة رفح إلى "مناطق إنسانية موسعة".
وقال إنّ المناطق التي سينتقل إليها النازحون مزوّدة بالخيام والطعام والمياه والأدوية إضافةً إلى مستشفيات ميدانية، وفق الجيش الإسرائيلي.
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الاثنين، بأن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أبلغت مصر ببدء عملية إجلاء في مناطق شرق رفح، فيما أشارت وكالة رويترز إلى استنفار أمني مصري في شمالي سيناء تحسباً لعملية عسكرية إسرائيلية في رفح.
وقالت الإذاعة إن العملية ستكون "محدودة" في الأطراف الشرقية لرفح وليس في العمق، فيما حذر الجيش الإسرائيلي الغزيين في منشوراته من الاقتراب من الحدود المصرية.
وذكرت الإذاعة أن المنطقة التي بدأت العملية العسكرية فيها تشمل الجانب الفلسطيني من معبر رفح.
وأوضحت القناة 13 الإسرائيلية نقلا عن وزير في مجلس الحرب أن قرار العملية العسكرية في رفح اتخذ بالإجماع.
ونقلت القناة عن وزير في مجلس الحرب أنّ العملية العسكرية البرية في مدينة رفح من المحتمل أن تبدأ هذا الاسبوع.
واتهم سامي أبو زهري، المسؤول الكبير في حماس، الأمرَ الإسرائيلي بإخلاء رفح بـ"التصعيد الخطير"، مشيراً إلى أنّ هذا الفعل، "سيكون له تداعياته".
وحمّل أبو زهري في حديثٍ لرويترز، الإدارة الأمريكية وإسرائيل مسؤولية "هذا الإرهاب" وفق قوله.
وحذرت الرئاسة الفلسطينية، من أن إسرائيل بدأت فعليا التمهيد لارتكاب "أكبر جريمة إبادة جماعية باجتياح رفح".
وحمّل الناطق الرسمي باسمها، نبيل أبو ردينة، الإدارة الأمريكية مسؤولية هذه السياسات الإسرائيلية الخطيرة وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية .
ونقل شهود في مدينة رفح لرويترز أنّ عائلات فلسطينية بدأت بالفعل مغادرة مناطق في شرق المدينة بعد تلقي أوامر من الجيش الإسرائيلي بالإخلاء.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في إحاطة أوليّة للصحفيين، إن عملية الإجلاء ستكون "محدودة النطاق" وستتم تدريجياً بعد موافقة الحكومة الإسرائيلية على الخطط.
وبين أنَّ العملية تأتي في إطار مسعى إسرائيل لتفكيك حماس، قائلاً إنّ الحركة أظهرت قدرتها على شنّ هجمات من المدينة بعد إطلاقها صواريخ من رفح أمس.
وأدى الهجوم إلى مقتل أربعة جنود إسرائيليين بالقرب من معبر كرم أبو سالم.
وشنّت إسرائيل منذ ذلك الحين غارات جوية على رفح خلال الليل.
منشور إسرائيلي لسكان رفح: لا تتوجهوا إلى شمال الوادي
وتصل طلبات الجيش الإسرائيلي بإخلاء المواقع عبر الرسائل النصية والنشرات الورقية ووسائل التواصل الاجتماعي والاتصال الهاتفي "لتشجيع" انتقال المدنيين في المناطق المحددة، وفق ما أعلن بيان عسكري إسرائيلي .
وأسقط الجيش الإسرائيلي نسختين مختلفتين، إحداهما باللون الأحمر والأخرى بالأزرق.
ووجهت النسخة الحمراء لمناطق محددة في رفح، حيث قال الجيش الإسرائيلي إنّ قواته ستعمل هناك "بقوة شديدة"، محذراً من أنّ "أيّ شخص سيُعرِّض نفسه وأفراد أسرته للخطر، إذا عثر عليه بالقرب من المنظمات الإرهابية".
ودعا الجيش الإسرائيلي المدنيين إلى الانتقال لـ "المنطقة الإنسانية" في منطقة المواصي، و"تجنُّب التوجه إلى شمال وادي غزة، أو الاقتراب من السياجين الأمنيين الشرقي والجنوبي".
بينما أشارت النسخة الزرقاء إلى استمرار تقديم المساعدات الإنسانية.
وقالت مصادر محلية، إنَّ المناطق التي طلبت القوات الإسرائيلية إخلاءها شرق رفح، مكتظة بالنازحين الذين قدموا من مناطق مختلفة في قطاع غزة.
وتعرضت المنطقة لقصف عنيف، ليل الأحد، الماضية استهدف نحو 11 منزلاً، ولا يزال عدد من المواطنين تحت أنقاض هذه المنازل، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وفي حديث لبرنامج غزة اليوم، روى شهود عيان ما حدث معهم منذ الصباح، وقال أحدهم "لقد تلقينا هذا الصباح رسائل نصية تطلب منّا إخلاء المنطقة التي نتواجد بها."
"الأونروا" تقول إنّها ستبقى في رفح لمواصلة تقديم المساعدات
من جانبها، حذّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) من مغبة شنّ هجوم إسرائيلي على رفح، وقالت إنها لن تغادر المدينة، في أعقاب دعوة إسرائيل لإجلاء 100 ألف شخص.
"إسرائيل تخطط لتوسيع المنطقة الإنسانية مع اقتراب عملية رفح"– نيويورك تايمز
إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها ضد موظفي الأونروا-مراجعة مستقلة
وقالت الأونروا في منشور على موقع إكس، المعروف سابقاً باسم تويتر، إن "الهجوم الإسرائيلي على رفح سيعني مزيداً من المعاناة والوفيات بين المدنيين، وستكون عواقبه مدمّرة لـ 1.4 مليون شخص".
وأشارت الوكالة إلى أنّها لن تقوم بإخلاء مواقعها، وقالت "سنبقى في رفح لأطول فترة ممكنة وسنواصل تقديم المساعدات المنقذة لحياة الناس".
كما طالبت مؤسسة أكشن إيد الخيرية، المجتمع الدولي بالتحرك- بشكل عاجل- لمنع وقوع مزيد من الفظائع، وقالت "إن إجبار أكثر من مليون فلسطيني نازح في رفح على الإخلاء دون وجهة آمنة ليس أمراً غير قانوني فحسب، بل سيؤدي إلى عواقب كارثية".
وتابعت المؤسسة الخيرية في بيان لها، "بوضوح، لا توجد مناطق آمنة في غزة".
عائلات الرهائن "خائفة جداً" من هجوم رفح
وفي إسرائيل، عبّرت بعض عائلات الرهائن عن مخاوفها بشأن ما قد تعنيه عملية رفح للمحتجزين.
وقال جيل ديكمان، وهو أحد أقارب الرهائن في غزة، لبرنامج نيوزداي الذي تبثه بي بي سي "لسوء الحظ نحن كعائلات الرهائن خائفون للغاية بشأن ما سيحدث".
وأضاف "أن أهالي المحتجزين يخشون بشدّة أن تؤدي - عملية رفح - إلى المخاطرة ليس فقط بحياة الأبرياء، أو الجنود، بل أيضاً بحياة الرهائن".
بدأت الحرب بعد أن اقتحمت موجات من مسلحي حماس حدود غزة إلى إسرائيل في 7 أكتوبر، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة.
وخلال الحرب التي شنتها إسرائيل منذ ذلك اليوم في غزة، قُتل أكثر من 34600 فلسطيني وأصيب أكثر من 77900 آخرين، وفقًا للأرقام الصادرة عن وزارة الصحة.