في زمن السرعة وثقافة «اللقطة»، قد تتحول ثانية واحدة إلى فرصة للانتقام، وتفسير مغرض بل و إلى «محاكمة شعبية» كاملة.
صورة واحدة يجري تداولها خارج سياقها، يمكنها أن تهز سمعة مسؤول، أو تقلل من شأن مجهود سنوات، دون أن يكون لذلك علاقة بالواقع، ذلك ما يعرف بأن ما تشاهده ليس كما يبدو، كثيرة هي الأحداث في حياتنا أصبحت كذلك، ما تراه ليس كما يبدو.
هذا ما جرى مع الدكتور هاني عنتر وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة قنا، الذي التقطت له عدسة أحد المتربصين صورة وهو يغمض عينيه للحظة، متكئًا على المقعد، قبيل تدشين مبادرة «صحح مفاهيمك» وفي الفترة التي كان الجمع فيها ينتظرون وصول محافظ قنا الدكتور خالد عبد الحليم وعدد من القيادات التنفيذية والشعبية للفعالية.
🔴 ضغوط العمل التنفيذي لا تُختزل في صورة
الواقع أن أول أيام العام الدراسي ليس نزهة لأي مسؤول في التربية والتعليم.
يدير الدكتور هاني عنتر منظومة تعليمية مركبة في مجتمع شديد التعقيد، يضم آلاف المعلمين والطلاب والمدارس، ويشرف على تطبيق الخطط التعليمية، وضبط سير الدراسة، ومتابعة إجراءات الأمن والسلامة والأنشطة التربوية، في بيئة ضاغطة تتطلب يقظة مستمرة وحل مشكلات آنية.
وفق معايير إدارة بيئات العمل عالية الضغط، من الطبيعي أن يحتاج المسؤول إلى «غمضات ذهنية» قصيرة Micro Break، تستغرق ثواني، لاستعادة التركيز وسط جدول مزدحم بالقرارات والاجتماعات، حتى أن البعض يستخدمها أثناء الحوار، لضبط تركيزه، لكن ثقافة التربص، مع كاميرات الهواتف، غالبًا ما تختزل هذا المشهد الطبيعي في «اتهام بالكسل أو الإهمال».
🔴 رجل أثبت انضباطه في المنظومة التعليمية
بعيدًا عن الصورة، يعرف العاملون في التعليم بمحافظة قنا أن الدكتور هاني عنتر نجح، خلال فترة قصيرة، في إحكام الانضباط داخل المدارس، وتفعيل الرقابة على سير العملية التعليمية، وتشجيع المبادرات التربوية التي تزرع الانتماء والقيم السلوكية في نفوس الطلاب.
خطواته العملية شملت متابعة ميدانية مفاجئة للمدارس، تفعيل غرف العمليات لمراقبة الأداء، وتقليص فجوة التواصل بين الإدارات التعليمية والمديريات.
هذه النجاحات لم تأتِ من فراغ، بل من إدارة علمية منضبطة وخبرة في التعامل مع الملفات الشائكة.
🔴 العدسة لا تحكي القصة كلها
حين يرى البعض ضرورة حضورك وسط التزامات اليوم الأول، للمشاركة، في مبادرة لمكافحة الغش والتنمر والعنف والتحرش وإدمان السوشيال ميديا، ثم تجد نفسك هدفًا للسخرية في نفس السوشيال ميديا، فهذه مفارقة تحتاج وقفة.
العدسة التقطت «لحظة إغماض» لكنها لم تنقل ضغوط الجولات الميدانية، ولا حجم الملفات المفتوحة على مكتبه، ولا ساعات العمل الممتدة حتى المساء.
🔴 دعوة للإنصاف والنقد الموضوعي
إن النقد البناء حق للجميع، لكنه يجب أن يستند إلى الأداء والنتائج لا إلى مشهد مجتزأ. ومن واجبنا – كإعلاميين ومواطنين – أن نضع الصورة في سياقها، وألا نحاكم الناس من خلال لحظات عابرة.
إنصاف المسؤولين لا يعني إعفاءهم من النقد، لكنه يعني احترام حقيقة أن المسؤول بشر، يحتاج إلى لحظة تركيز، تكون بالنسبة لبعضنا بغمضة العين لثوانٍ معدودة، خاصة وسط الالتزامات الثقيلة.
الدكتور هاني عنتر نموذج لمسؤول ميداني يتعامل مع الملفات التعليمية في محافظة قنا بعقلية منضبطة وحضور دائم في الميدان. ومن الظلم أن نستخدم لقطة عابرة للإساءة اليه أو السخرية منه.
وعلى ذلك يصبح من واجبنا جميعًا أن نشكر الرجل وأن نعتذر له.
