
تعالى أقولك على حكاية فيها رهبة وجمال في نفس الوقت.. كل الكنوز اتحركت، كل القطع الأثرية اتنقلت، بس في مومياء واحدة رفضت تتحرك من مكانها!!
المومياء دي هي مومياء الملك الذهبي توت عنخ آمون، الملك اللي نايم في هدوء في وادي الملوك بالأقصر بقاله أكتر من ٣ آلاف سنة، في مقبرته اللي اسمها KV62، نفس المقبرة اللي اكتشفها هوارد كارتر سنة 1922، واللي اتوصف اكتشافها إنها "أعظم كشف أثري في القرن العشرين"..
ورغم إن المتحف المصري الكبير بيجهز لافتتاحه التاريخي، وكل مقتنيات توت عنخ آمون اتنقلت هناك "القناع الذهبي، العربات الحربية، العرش، الصناديق المرصعة بالجواهر" إلا إن الجسد نفسه، المومياء الأصلية، لسه مكانها متحركتش..
الناس كانت فاكرة إنهم هينقلوها علشان تكون "بطلة العرض" في المتحف، لكن الحقيقة إن لجنة كبيرة من علماء الآثار، برئاسة الدكتور زاهي حواس، درست الموضوع من كل ناحية وفي الآخر قرروا إن توت عنخ آمون مش هيتنقل..
طيب ودا ليه؟، لأن وجود المومياء جوه المقبرة مش بس تراث، ده روح المكان كله، المقبرة اتبنت علشانه، واتفتحت معاه، وكل اللي يدخل يشوفه هناك بيحس إنه قدام الملك فعلا، مش مجرد مومياء في متحف..
غير كده، وجود المومياء هناك بيجذب ملايين السُيّاح كل سنة، والمجلس الأعلى للآثار قال إن وجوده في المقبرة لوحده بيحقق حوالي 100 مليون جنيه سنويًا
يعني حتى بعد ٣ آلاف سنة، الراجل لسه بيصرف على نفسه 😂
العلماء كمان بيقولوا إن الفصل بين جسده وكنوزه ليه معنى رمزي قوي جدًا، المتحف الكبير يمثل الحاضر والتكنولوجيا والضوء، لكن وادي الملوك هو الهدوء والقدسية والخلود، زي ما تقول إن روحه متعلقة هناك، ماينفعش تتنقل مهما حصل
توت عنخ آمون النهاردة هو الملك الوحيد اللي لسه على عرشه، مسابش مقبرته، متنقلش، ومفقدش هيبته، وكل يوم آلاف بيزوروه، وكل سنة العلماء يكتشفوا حاجة جديدة عنه،
لكن هو.. لسه نايم في سكون عجيب كأنه بيحرس سره بنفسه
الملك اللي مات وهو عنده 19 سنة، فضل اسمه حي لحد النهاردة، وهيفضل دايمًا رمز لمصر اللي الزمن ماقدرش يهزمها 🇪🇬