في لحظاتٍ قليلة، قلبت القاهرة موازين المنطقة رأسًا على عقب.
في الرابع من نوفمبر، أُجري «تفتيش حرب» هو الأضخم في تاريخ الجيش المصري، أعقبه خطابٌ لافت من القائد العام للقوات المسلحة، الفريق عبدالمجيد صقر، قال فيه لجنوده:
«نحن بلد السلام.. لكن حين تقترب التهديدات من حدودنا، فالقوة هي التي تحمي هذا السلام».
رسالة بدت واضحة، التقطتها تل أبيب قبل غيرها.
أغلقت إسر👈ائيل حدودها الشرقية، وتابع نتنياهو المشهد بقلقٍ مكتوم، فيما تتردد في أروقة الأمن العبري عبارةٌ قالها الرئيس المصري بوضوح: «إسرائيل هي العدو».
لكن لم تكن تل أبيب وحدها المعنية بالرسالة.
في الخرطوم، أدرك محمد حمدان دقلو «حميدتي» أن الإشارات المصرية لا تتوقف عند حدود فلسطين، بل تمتد حتى دارفور.
في رسائل عاجلة بعث بها لمموليه، كتب :
«الجيش المصري قريب جداً، والمنطقة المركزية التي حُشدت مؤخرًا قد تتحرك في أي لحظة. لا أستبعد أن يكون الهدف نحن، أو لدعم البرهان الذي بات على بعد خطوات من الفاشر».
الخوف دفع حميدتي إلى طلب وساطات عاجلة، وسعى إلى عقد اجتماع برعاية مصرية لإيقاف دعم القاهرة للبرهان، محذرًا مموليه :
«إن لم نتحرك سريعًا، فسنسقط جميعًا»
.
