كانت مجموعة من عناصر حركة "حسم" في الخارج ترسم مخططًا وتصدر التعليمات لتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية داخل الأراضي المصرية، لكن أجهزة الدولة كانت تراقب خيوط المؤامرة.
توفرت معلومات لدى الدولة المصرية عن مخطط المجموعة الهاربة التي ضمت 5 عناصر هم: يحيى السيد إبراهيم محمد موسى، ومحمد رفيق إبراهيم مناع، وعلي علي السماحي، ومحمد عبد الحفيظ عبد الله عبد الحفيظ، وعلي محمود محمد عبد الونيس، الذين دبروا المؤامرات وأصدروا التعليمات للإرهابي أحمد عبد الرازق، الهارب بإحدى الدول الحدودية، للتسلل لتنفيذ عمليات إرهابية وصناعة مشهد فوضوي في مصر، والإضرار بسمعة البلاد أمنيًا واقتصاديًا.
لم يكن أحمد عبد الرازق مجرد اسم عادي على قوائم الإرهاب، فسيرته الذاتية ملأى بالدم والعنف، من دوره في محاولة استهداف الطائرة الرئاسية في مايو 2019، إلى مشاركته في اغتيال الشهيد المقدم ماجد عبد الرازق في أبريل 2019 بمنطقة النزهة بالقاهرة.
واستجابة للتعليمات الواردة من الخارج، بدأ الإرهابي بالتسلل إلى مصر، لكنه لم يكن يعرف أنه كان مرصودا منذ البداية، وأنه ذاهب إلى مصيره، فاستطاعت الأجهزة الأمنية تتبع دخوله إلى مصر ومراقبة مسار رحلته بداية من وصوله إلى نقطة الحدود مرورًا بمئات الكيلومترات التي قطعها، وصولًا إلى شارع محمد صديق المنشاوي بجوار محطة مترو فيصل في منطقة بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة.
في العقار رقم 7 بالطابق الثالث في شقة لا تتعدى مساحتها 100 متر، اختبأ الإرهابي في منطقة متكدسة بالسكان، ومعه إرهابي آخر هو إيهاب عبد اللطيف، استعدادًا لتنفيذ إحدى العمليات الإرهابية.
خطة محكمة للمداهمة
وبحلول فجر 7 يوليو (تموز)، وبعد الحصول على إذن نيابة أمن الدولة العليا، نفذت قوة إنقاذ الرهائن التابعة لقطاع الأمن الوطني خطتها للقبض على الإرهابيين في الوحدة السكنية المكونة من 3 غرف، المحصنة ببابين أحدهما حديدي والآخر خشبي.
طوقت قوات الأمن العقار 7 ثم اقتحمت الوحدة السكنية، وحين بدأت عملية الاقتحام بادر الإرهابيان بمحاولة الهرب قفزًا من النافذة وإطلاق النار، ما أسفر عن إصابة ومقتل شاب مدني عمره 30 عامًا هو المهندس مصطفى أنور أحمد عفيفي، الذي تصادف مروره بمحيط الواقعة أثناء ذهابه لأداء صلاة الفجر لكن طلقات الإرهاب أنهت حياته.
وحين حاول أحد الضباط المشاركين في المداهمة إنقاذه تلقى رصاصة وأصيب، ومع استمرار المواجهة النارية نجحت قوة الأمن في تصفية الإرهابيين وضبط معهما خزينتا رصاص وطبنجتا وعدد من الأسلحة.
وتم إخطار نيابة أمن الدولة العليا، التي تولت مباشرة التحقيقات، وأكدت وزارة الداخلية استمرارها في التصدي لمخططات جماعة الإخوان الإرهابية والداعمين لها، التي تستهدف المساس بأمن واستقرار البلاد.
وكانت وزارة الداخلية المصرية أعلنت اليوم استهداف عناصر إرهابية تابعة لحركة "حسم" حاولوا تنفيذ عمليات تخريبية في البلاد.
وذكرت الداخلية في بيان رسمي، الأحد، أنه وردت معلومات تفيد باضطلاع قيادات حركة "حسم"، الجناح المسلح لجماعة الإخوان، الهاربة في تركيا، بالإعداد والتخطيط لإحياء نشاطها، وارتكاب عمليات عدائية تستهدف المنشآت الأمنية والاقتصادية. وأضافت أن ذلك جرى عبر دفع أحد عناصر الحركة الهاربين في دولة حدودية، سبق وتلقى تدريبات عسكرية متطورة، للتسلل إلى البلاد بصورة غير شرعية لتنفيذ المخطط.
وكشفت الداخلية المصرية أن ذلك تزامن مع إعداد الحركة مقطع فيديو تداولته مواقع التواصل الاجتماعي، يتضمن تدريبات لعناصرها في منطقة صحراوية بإحدى الدول المجاورة، والتوعد بتنفيذ عمليات إرهابية في البلاد.
