في مشهد صادم تجاوز حدود الإنسانية والمهنية، شهد قسم الكُلى بمستشفى قنا الجامعي صباح اليوم واقعة هزّت الرأي العام المحلي، بعد أن تم استدعاء الشرطة إلى داخل قسم الغسيل الكلوي لضبط مريض أثناء تلقيه جلسة الغسيل، والسبب – كما أكد شهود العيان – أنه نشر استغاثة عبر منصة “الشارع القنائي” يشكو فيها من نقص عقار طبي وتعطل جهاز الضغط داخل القسم.
الواقعة التي وُصفت من المرضى بأنها “إهانة للمرضى وللحق في العلاج”، بدأت عندما فوجئ المريض أحمد عبدالله – أحد مرضى الغسيل الكلوي – بدخول فرد أمن يصطحب أمين شرطة إلى داخل القسم، أثناء جلسته العلاجية، مطالبين بالتحقيق معه بناءً على بلاغ تقدّم به المدير المالي والإداري بالمستشفى بدعوى نشره شكوى عبر الإعلام المحلي.
وقال أحمد عبدالله لـ”الشارع القنائي”:
“كنت على السرير أثناء بدء الجلسة، وفجأة دخل أمين شرطة يسأل عني، ويقول إن فيه بلاغ من الإدارة المالية بسبب استغاثة نُشرت على الشارع القنائي. تخيلوا، بدل ما يحققوا في نقص العلاج، بيستدعوا الأمن!”.
وأضاف المريض أن الموقف كاد أن يتحول إلى كارثة داخل القسم الطبي الحساس لولا تدخل الدكتور عبدالقادر الهاشمي، الذي احتوى الأزمة وأنهى الفضيحة في حينها.
🔹 الاستغاثة الأصلية
وكانت مجموعة من مرضى الغسيل الكلوي قد أرسلوا رسالة عاجلة إلى بريد “الشارع القنائي”، كشفوا فيها عن نقص عقار الهيبارين – المستخدم لمنع تجلط الدم أثناء جلسات الغسيل – بالإضافة إلى تعطل جهاز الضغط الخاص بالقسم، ما يهدد سلامة المرضى بشكل مباشر.
وقال المرضى إنهم يُجبرون على شراء العقار على نفقتهم الخاصة من خارج المستشفى بأسعار مرتفعة، وهو ما يمثل عبئًا ماديًا كبيرًا لا يطيقه أغلبهم.
🔴 مطالبة بالتحقيق العاجل
إن ما جرى في مستشفى قنا الجامعي يمثل انتهاكًا صريحًا للقانون وكرامة المرضى، إذ تحظر القوانين واللوائح اقتحام الأقسام الطبية أو استدعاء الشرطة داخل غرف العلاج، لما في ذلك من تهديد مباشر لصحة المرضى وترويعهم.
وتطالب منصة “الشارع القنائي” النيابة العامة بفتح تحقيق عاجل في الواقعة، ومحاسبة المسؤولين عن تحويل صرخة استغاثة إنسانية إلى قضية أمنية، في وقتٍ كان الأولى فيه التحقيق في سبب نقص الأدوية وتعطل الأجهزة الطبية داخل المستشفى.
🩺 إن المرضى في قسم الكُلى بمستشفى قنا الجامعي لا يطلبون سوى حقهم في العلاج بكرامة، وهو حقٌ يكفله الدستور والقانون، ولا يجوز أن يُقابَل بالترهيب أو الاستدعاء الأمني.