سعودي أبو صلاح.. من عامل بسيط إلى ملياردير البلح المجدول


 سعودي أبو صلاح.. من عامل بسيط إلى ملياردير البلح المجدول

اليوم الاخير: صالة التحرير

✍️ / المحرر الاقتصادي

📆 الاثنين 27 اكتوبر 2025 

بين ليلة وضحاها، تحوّل اسم سعودي أبو صلاح، الشاب المنتمي إلى قرية الرئيسية التابعة لمركز نجع حمادي شمال قنا، إلى حديث الناس، بعد أن أصبح واحدًا من أبرز الأثرياء الجدد في المحافظة، رغم أنه لا ينتمي لعائلة ثرية أو معروفة تجاريًا، ولا يحمل أي مؤهل جامعي معروف، بل لا يُعرف على وجه الدقة إن كان قد أنهى تعليمًا متوسطًا من الأساس.


قبل خمس سنوات فقط، لم يكن أحد يعرف شيئًا عن هذا الشاب، الذي غادر قريته بعقد عمل بسيط إلى المملكة العربية السعودية. لكن بعد عودته إلى مصر، بدأت قصته تأخذ منحىً غامضًا، إذ ظهرت عليه ملامح الثراء الفاحش بشكل مفاجئ، لا يتناسب – في نظر كثيرين – مع طبيعة الأعمال التي يقول إنه يمارسها.


يُقدَّم سعودي أبو صلاح اليوم على أنه “رجل أعمال في مجال البلح المجدول”، وهي تجارة معروفة لكنها لا تُعد من القطاعات التي تدر أرباحًا خيالية بهذه السرعة. ورغم ذلك، تشير شهادات محلية إلى أنه يمتلك حاليًا حوالي 15 سيارة، بينها ثلاث سيارات هايلوكس ربع نقل، وعدة سيارات فارهة أبرزها لكزس LX700 تُقدر قيمتها بنحو 11 مليون جنيه، إضافة إلى سيارة أخرى من طراز جيمس سييرا يتجاوز سعرها 7 ملايين جنيه، إلى جانب أسطول من السيارات الأخرى.


ولم يتوقف الأمر عند السيارات؛ فخلال الأربع سنوات الأخيرة، اشترى الشاب نحو 200 فدان من أجود الأراضي الزراعية في قرى الرئيسية ومناطق متفرقة من شمال قنا. كما أقام مشاريع خيرية واسعة النطاق شملت بناء مساجد، وكفالة أيتام وأرامل، وتجهيز العرائس، ما جعله يحظى بمكانة اجتماعية كبيرة في منطقته.


في القاهرة، يقيم سعودي أبو صلاح في حي المهندسين، حيث يتردد بانتظام على مقهى “أوسكار” المملوكة للفنان مصطفى كامل، والتي تحولت تدريجيًا إلى ما يشبه “مندرة قناوية” في العاصمة، يستقبل فيها أبناء قريته وضيوفًا من قنا وشمال الصعيد، وتُقدَّر نفقاته اليومية في هذا المكان بنحو 50 ألف جنيه، وفقًا لتقديرات مقربين.


اللافت أن الشاب يعيش حاليًا بين مصر ودبي، حيث يُقال إنه استقر هناك لإدارة أعماله التجارية. لكن السؤال الذي يتردد بقوة – سواء في قنا أو في القاهرة – ما زال بلا إجابة واضحة:


هل يمكن لتجارة البلح المجدول وحدها أن تصنع ثروة بهذا الحجم؟


سؤال مشروع في ظل الغموض المحيط بمصدر ثروة هذا الشاب الذي قفز فجأة من خانة “العامل البسيط” إلى مرتبة “الملياردير”، دون أن تسبقه سيرة أعمال كبيرة أو مشروعات معروفة على أرض الواقع.


وبين من يراه نموذجًا لـ”النجاح الصامت” في بيئة قاسية، ومن يشكك في مصادر أمواله، يبقى سعودي أبو صلاح أحد أبرز الألغاز الاجتماعية والاقتصادية التي تشغل الرأي العام في نجع حمادي، نموذجًا صارخًا لتحوّلات الثروة المفاجئة في مجتمع ريفي يعرف كل شيء عن أبنائه… إلا مصدر البلح الذي يجلب الملايين.

تعليقات