.... أهالي أبو تلات يكشفون لليوم الاخير أسرارًا خطيرة تذاع لأول مرة عن كارثة غرق طلاب سوهاج وطبيعة هذا الشاطئ.. من المسئول عن القاء شباب سوهاج في شاطئ الهلاك ؟!!

 

تواصل معنا بعض أهالي منطقة أبو تلات بالإسكندرية وبعض أبناء سوهاج المقيمين فيها ليعبروا لنا عن حزنهم العميق لحادث الغرق الجماعي لطلاب سوهاج الذي حدث أمس، وليكشفوا لنا أسرارا خطيرة عن طبيعة المنطقة التي حدثت فيها الواقعة ويؤكدوا لنا أن هذه المنطقة الخطرة لم تكن مناسبة على الإطلاق ليتم اختيارها لمثل هذه الرحلة التي تضم حوالي 150 طالبًا وطالبة من الشباب الصغير معظمهم لا يجيد السباحة.

وأكد لنا هؤلاء أن هذا الشاطئ الذي تم اختياره للرحلة غير مؤهل للنزول في البحر ولا يقع ضمن المنطقة المؤجرة من قبل المحافظة حيث تقوم المحافظة بتأجير الشاطئ لبعض المستثمرين نظير مبالغ مالية وهؤلاء يقومون بتمهيد الشاطئ وتقديم بعض الخدمات للمصطافين من توفير الكراسي والشمسيات والمنقذين مقابل 15 جنيه للفرد وهذا النظام معمول به في شاطئ أبو تلات واحد وأبو تلات اتنين .

إلا أن الشاطئ الذي تم اختياره للرحلة ووقع فيه الحادث لم يكن ضمن هذه المنطقة ولكنه يقع أمام شارع الملكة بمنطقة الكنائس، وهذه المنطقة ليست ضمن الشاطئ المؤجر ولكنها تقع غرب أبو تلات واحد، بالقرب من نقطه حرس الحدود، وهي من أقل شواطئ الاسكندرية في الخدمات وأشدهم خطورة على الإطلاق، وأقلهم كذلك تكلفة وربما يكون هذا هو سبب اختياره، ويطلق عليها أهالي المنطقة اسم المصفاية، لأنها مشهورة هناك بأن أي غريق يغرق في شاطئ أبو تلات واحد، ويُفقد في البحر، يقوم البحر بعد مدة بطرحه في هذه المنطقة !!. 

ومياه الشاطئ نفسه عبارة عن بركه كبيرة جدًا وقريبه جدا من حافة الشاطئ حوالي أقل من 20 متر، ونظرا لقرب هذه البركة الكبيرة من الشاطئ تشهد نهاية الموجه وتكون عنيفة جدا ويعقبها سحب شديد.

والمشرفون على الرحلة ومن معهم من المنقذين كانوا يعلمون خطورة المنطقة ولذلك كانت تحذيراتهم للطلاب منذ البداية شديدة وواضحة بعدم النزول في المياه والاكتفاء باللعب والتسابق على الشط دون الدخول في البحر.

والبنت الأولى التي حاولت اختراق هذه التحذيرات وجرت داخل المياه كانت تظن أن الرمال تحتها ممهدة ولها ميل تدريجي إلا أنها فوجئت بمجرد دخولها المياه أنها دخلت فجأة بدون تدرج لعمق لم تكن تتوقعه وأمواج عنيفة أفقدتها السيطرة على توازنها فسقطت داخل الموجة وجرفها السحب للداخل وفوجئت باقي البنات بزميلتهن تغرق في لحظة فأسرعت واحدة منهن خلفها في محاولة لإنقاذها لأنها كانت الأقرب إليها، فحدث نفس الشيء معها وأسرع خلفهما المنقذون المتواجدون مع الرحلة وكان من الممكن انقاذهما فعلا لولا أن باقي الطلاب من هول الصدمة والمفاجأة وهم يشاهدون اثنين من زملائهما يغرقان أسرعوا خلفهما للمساعدة في انقاذهما إلا أن طبيعة المنطقة كما وضحنا وعنف الأمواج وشدة السحب مثلت خطورة شديدة على الجميع وتعرض معظم الطلاب لخطر الغرق، ليسفر المشهد الكارثي عن موت 7 من زهور سوهاج، ولولا سرعة التدخل من المنقذين وخبرتهم في التعامل مع مثل هذه المواقف، وشهامة بعض أهالي المنطقة المتواجدين وعمال الشاطئ واسراعهم لمعاونة المنقذين في انقاذ الطلاب، لحدث مالا يحمد عقباه وتضاعف عدد الضحايا. 

والأسئلة التي تطرح نفسها الآن: لماذا تم اختيار هذا الشاطئ الخطير لمثل هذه الرحلة التي تضم هذا العدد الكبير من الشباب الصغير؟

ولماذا اكتفى المشرفون على الرحلة بتحذير الطلاب من النزول للمياه رغم أنهم يعلمون أن هذه التحذيرات الشفهية لا تجدي مع هذا السن الصغير ؟، وأنهم في أي لحظة من الممكن أن يفاجئوا بنزول أكثر من طالب وطالبة المياه بدون سابق انذار، وهو ما حدث فعلاً، لماذا لم يقوموا بسحب الطلاب للخارج والاتصال بالمسئولين عن الأكاديمية والرحلة ويطلعوهم على خطورة الموقف ويطلبون منهم توفير شاطئ أكثر أمانًا ؟


تعليقات