في محافظة قنا، وتحديدًا في مركز فرشوط، وبالأخص في شارع سيدي الغريب، ودّعنا رجلًا من رجالات الكرم والخلق، من أعمدة التجارة والأصالة، رجل لا تُنسى سيرته ولا تُمحى بصماته من قلوب من عرفوه.
إنه المرحوم الحاج حمدي الصارف، والد صديقي العزيز ومعالي المستشار الجليل أستاذ أحمد حمدي الصارف، الرجل الذي لم يكن تاجرًا فحسب، بل كان مدرسة في الأخلاق والصدق والأمانة.
عرفه الجميع في فرشوط وشارع سيدي الغريب بتجارته النظيفة ووجهه البشوش وقلبه الواسع. لم يبخل يومًا على محتاج، ولم يغلق بابه في وجه أحد. كان من الرجال الذين يُشار إليهم بالبنان، وتُروى عنهم القصص الجميلة في الكرم والتواضع والنُبل.
وإن كان قد غاب جسده، فإن سيرته العطرة ما زالت حية، في قلوب أبنائه وأحفاده، وفي كل من عرفه وتعامل معه، فقد ترك إرثًا من الأدب والاحترام، وذريةً طيبة تمثل القيم التي عاش من أجلها.
يفتقده شارع سيدي الغريب، ويفتقده جيرانه وأصدقاؤه، ويفتقده كل من مرّ به يومًا وأحبه.
رحمه الله رحمة واسعة، وجعل قبره روضة من رياض الجنة، وجزاه عن أهله ومحبيه خير الجزاء.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
اللهم اجعل هذا الرجل من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وأسكنه فسيح جناتك، وألهم أهله الصبر والسلوان.
