إهانات المعلمين.. وغياب دور النقابة عن صون الكرامة ..النقابة للفسح والرحلات



 لم يعد مشهد إهانة المعلم من قِبل بعض المسؤولين أمرًا نادرًا أو مستغربًا، بل بات يتكرر أمام العلن، حتى وصل الأمر إلى تصويره ونشره في وسائل الإعلام ومواقع التواصل، وكأن المعلم – صاحب الرسالة السامية – أصبح الحلقة الأضعف في منظومة التعليم.

مشاهد لم نكن نتخيل أن نراها: محافظ يوبخ مدير مدرسة أمام العاملين والطلاب، وآخر يوجه اللوم لمُدرسين بأسلوب مهين أثناء الراحة، وثالث يحوّل أحد فصول المدرسة إلى مكتب له وكأن المدرسة أملاك خاصة.

في المقابل، لو حدث مثل هذا التصرف مع أحد الأطباء، أو المحامين، أو الصحفيين، لانتفضت نقاباتهم على الفور، وأصدرت بيانات استنكار، وعقدت مؤتمرات، وربما أغلقت مقراتها تضامنًا مع العضو المهان، لأن كرامة المهنة خط أحمر لا يُمس.

لكن أين نقابة المعلمين من كل هذا؟

نقابة تراجع دورها من الدفاع عن أعضائها وصون كرامتهم، إلى الاكتفاء بتنظيم المصايف والرحلات للمقربين من النقيب وحاشيته. لا بيانات، لا مواقف واضحة، لا تحرك على الأرض، بينما المعلم الذي يُهان اليوم قد يكون هو نفسه الذي ساهم في تعليم هؤلاء المسؤولين يومًا ما.

الأزمة ليست فقط في تردي الأداء النقابي، بل في غياب الحس بالدفاع عن الكرامة. فالمعلمون لا يطلبون امتيازات استثنائية، بل أبسط حقوقهم: الاحترام، وحماية صورتهم أمام المجتمع، وضمان بيئة عمل تحفظ مكانتهم.

إن صمت النقابة على هذه الإهانات المتكررة يُفقدها شرعيتها المعنوية قبل القانونية، ويجعلها – في نظر المعلمين – كيانًا بلا روح، لا وظيفة له سوى تلميع قياداته في المناسبات والرحلات.

وختاماً...الوقت قد حان ليقف المعلمون وقفة جادة للمطالبة بإعادة النقابة إلى مسارها الصحيح، لتكون صوتهم وسندهم، لا مجرد لافتة على باب مغلق.وليرحل النقيب إذا لم يكن له القوة فى صون كرامة المعلم


تعليقات